منتديات هناء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات هناء

https://forum-hana.1fr1.net
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أصداء لمدن المرارة

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
ronaldino10
مشرف منتدى الصور المتنوّعة
مشرف منتدى الصور المتنوّعة
ronaldino10


عدد الرسائل : 11
الموقع : تونس
علم يلادك : أصداء لمدن المرارة Male_t12
تاريخ التسجيل : 11/01/2008

أصداء لمدن المرارة Empty
مُساهمةموضوع: أصداء لمدن المرارة   أصداء لمدن المرارة I_icon_minitimeالإثنين يناير 21, 2008 10:25 pm

أدمنتُ أسئلةَ النبيذِ، وقلتُ في‏

سريّ، سأتبعُ رشفةَ الكأسِ الأخيرة،‏

كيفَ ترمي في دمي مدناً من الأحلامِ والأسماءِ،‏

كيفَ يعرِّشُ الجسدُ القصيدةُ في سمائي‏

صبوةً، لأدورَ خلفَ سؤاله نجماً‏

كما دارتْ بذاك الدربِ يوماً‏

زهرةُ العبَّادِ، أو مثلَ الصدى ليلاً،‏

لأسمعَ صرخةَ العشاقِ،‏

نعناعَ التلاقي، شهوةَ الأيدي،‏

وأنَّ الأرضَ قد تُدني جمالَ القولِ‏

من شفةِ الطبيعةِ، حين ترمي‏

سحرَها فوقَ العنبْ.‏

لكنها فتحتْ مرافئَ رحلتي نحو الدموعِ،‏

وما تبقى من صدى الآهاتِ، تجرحُ عطرَ‏

هذا الليل منهاراً، ليهرب نحو سجنٍ آخرٍ‏

يرمي سرابَ الأرضِ، والأرضُ يكويها اللهبْ‏

فجريتُ للفجر المسجَّى خلفَ نافِذَتي‏

لأبصرَ دربَ هجراتي على صَدَفِ التعبْ‏

فإلى متى تبق الطفولةُ فجرَ روحي،‏

كي ترِّممَ ما تراكمَ فيَّ من قهرٍ‏

وما صارت فصولي فوقَ أطيافِ العطبْ‏

ما جئتُ من صلبِ الشكاوى‏

كي أُمارسَ طقسَها،‏

لكنها مدنُ المرارةِ، ترتدي في‏

روحنا ثوباً، يزنِّرُ بالدموعِ دروبَنا‏

فتظلُّ أيامُ الشتاتِ تحوكُ‏

هذا الوقتَ في لغةِ المجالسِ.‏

والقصائدُ تهتدي بالنوحِ جيلاً بعد جيلٍ‏

ثم ترفو روحَها بدمِ القصبْ‏

يا منْ يقولُ لروحيَ السكرى،‏

كفاكِ اليومَ إظلاماً‏

وهاتي ما تخبأَ في كلامِ الأمهاتِ‏

صباحَ عيدٍ، ما تداورَ في يدِ الأبِ‏

ذلكَ البدويِّ من عطرِ الحنانِ،‏

وما تهامسَ في عيونِ الأختِ‏

من فيضِ الفصولْ‏

يا منْ يقول ولا يرى سببَ الذبولْ‏

اليومَ عتَّمَ روحّنا خوفٌ بكاءٌ‏

فانثنى قربَ التمني رحلةً‏

لم يتقنِ الأدوارَ في زمنِ الجنونْ‏

ظلَّتْ يداه تلوّحانِ إلى المسافةِ‏

والمرافئُ تهجرُ البَّحارَ في هذي السجونْ‏

الآنَ أهمسُ للنشيدِ ببعضِ سرِّ الكأسِ‏

يشعلُ راحتي، وتدورُ صائحةً بلا خوفٍ،‏

فقد آنَ الأوانُ لأكشفَ المخبوءَ‏

في جرحِ السببْ‏

فلقدٍ تكدَّسَ في العيونِ خسارةٌ‏

تلو الخسارةِ فوقَنا، حتى تهشَّمَ روحُنا شمعاً‏

يُشعَّلُ في الزواريبِ العتيقةِ،‏

صارت الأرضُ الحبيبةُ في عيونِ‏

العشقِ، حتى قُطِّعتْ من كل صوبٍ‏

تلكَ رائحةُ الشمال تغيبُ عنا‏

ويغيبُ في الروح الجنوبُ‏

حتى إذا انتبه الكلامُ إلى الحقيقةِ‏

صاغنا جرحاً لأصواتِ السنينَ‏

مآذناً كبرى لأعراس العيونِ‏

وللطيورِ تساقَطَتْ قربَ الحدودِ‏

تُضيءُ أصواتَ العتبْ‏

اليومَ أفتحُ من صداها صوتَ ذاكرتي مدى‏

ما أبصرتْ دنياي من كهفٍ يداخلُ‏

في كهوفٍ، ما ارتدى برجُ العذابِ‏

ضريحَ أزمنتي البعيد‏

وما تبقى من هديلٍ فوقَ أسئلتي‏

على جرحِ القصائدِ،‏

ما ترامى من نحيبِ يحتمي في الظلِّ‏

صبحاً، ثم يغردُ صوتَه فوق المساءِ‏

بكلِّ صوتٍ منشداً تلكَ الطلولْ‏

ليكونَ ذاكَ الدربُ مُفتتحَ اللغاتِ،‏

وكيف خطَّتْ أصبعي إسماً بقربِ القلبِ‏

والسهمِ الذي رسمَ الدماءَ على النوافذِ،‏

وارتدى فجرَ الترقّب نازفاً،‏

والوقتُ مفتتحُ الجنونْ‏

يا من رأى قلبي يراقبُ كلَّ دربٍ‏

يحتسي وجهَ التأملِ من صباحِ‏

الله، حتى يكتسي ذاكَ البعيدُ بعادَه،‏

والخمرُ تُدركُ ظلمةَ الأوقاتِ،‏

ترمي للخيالِ بكاءَه،‏

وتصيرُ مُفتَتحَ المدائنِ،‏

سرّة المحمَرَّ في أفقٍ حنونْ‏

حتى إذا جاء الصباحُ، نوافذُ الآهاتِ‏

وامتلأتْ بنورِ الحُرقةِ الأولى،‏

علينا قهرُنا صلّى‏

وراحتْ دورةُ الأيامِ تعصرُ‏

روحَنا بمدى الشجونْ‏

هل قلتُ: إنّا لم نكنْ غيرَ البياضِ،‏

فجاءَ هذا المدُّ كي تنمو براعمُ توقظُ‏

النايات في أصواتنا مدداً‏

فتغدو الأرضُ سردابَ النشيدِ‏

وقد تدلّى فوقَها سبعٌ من الحسراتِ‏

تكسوها ثيابُ الدمعِ مرآةً‏

يقود سفينَها حزنٌ الغصونْ‏

فإذنْ سنحملُ صخرةً ويظلُّ للتيهِ المعمّى‏

سحرُه، حتى يغيبَ عن المسارحِ‏

من تبدّى حارساً،‏

ثم ارتدى ثوبَ الطغاةِ‏

وكسّرَتْ أجراسُه لغةَ البراءة والفنونْ‏

حتى يعودَ إلى المدائن‏

عشقُها، ويصيرَ للنخل الجميلِ‏

شموسُه الحمراءُ صافيةً‏

بلا قهرٍ، ليرمي كلمةَ الآجر‏

من أحلام سومرَ في القداسةِ، ثم‏

سحرَ طقوسِ بابلَ في الشرائعِ‏

ما ارتدى ذاك البهاء جمالَه‏

فوقَ العيونْ‏

هذا دمي في آخر الهجراتِ‏

يرحلُ نحوَ وِحشته جفافاً قاتلاً،‏

ليكونَ ناياً يرسمُ الأوقاتَ،‏

أو حبراً يتابعُ ما تراءى من‏

سياجٍ حولَ أحوالِ الأصابعِ‏

وهي ترمي سرَّها فوقَ المتونْ‏

فيكونُ أن سَخِرَ المساءُ‏

من الأوامر، وارتدى وجهَ الخلودِ،‏

قصائدَ الإبداعِ في روحِ الفنونْ‏

اليومَ أُكملُ كأسيَ الأخرى‏

لأدركَ أن ميناءَ الخمورِ برحلتي‏

يمتدُ من أُفقِ البكاءِ مسافةً‏

ليصيرَ هذا الدمعُ غاباتٍ‏

من القصبِ المملَّح ثم يرمي فوقنا‏

وتراً وترْ‏

لأكونَ شاعرَه الموزعَ بين ظلِّ الناي‏

في قدحِ المساءِ‏

وظلمةِ الأكوانِ في هذا السحرْ.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
cherif lamjed
مشرف منتدى صور الفنّانين
مشرف منتدى صور الفنّانين
cherif lamjed


عدد الرسائل : 71
العمر : 48
الموقع : تونس
علم يلادك : أصداء لمدن المرارة Male_t12
تاريخ التسجيل : 13/01/2008

أصداء لمدن المرارة Empty
مُساهمةموضوع: اصداء لمدن المرارة   أصداء لمدن المرارة I_icon_minitimeالثلاثاء يناير 22, 2008 7:11 pm

مشكور اخى روووووووووووووونلدينو
يلة اخى لا تحرمنا من مشاركاتك
خلينا نشوفك دائما موفق اخى
تقبل مرورى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.arabictrader.com
همس الوفاء
الإدارة
الإدارة
همس الوفاء


عدد الرسائل : 96
الموقع : تونس
علم يلادك : أصداء لمدن المرارة Male_t12
تاريخ التسجيل : 07/01/2008

أصداء لمدن المرارة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أصداء لمدن المرارة   أصداء لمدن المرارة I_icon_minitimeالأربعاء يناير 23, 2008 12:00 am

اهلا بعودتك ronaldino10 طال غيابك عنّا ارجو ان يكون المانع خير
شعر جميل و الله مشكور اخي الكريم
موفّق انشاء الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://forum-hana.1fr1.net
 
أصداء لمدن المرارة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات هناء :: القسم الأدبي :: منتدى الشعر-
انتقل الى: